افتتح في متحف الشرق الحكومي بموسكو يوم 24 ابريل/نيسان معرض "فن الشمائل التتري.. الكلمة والصورة" الذي يحتوي على حوالي 70 لوحة فنية تجمع بين فن الخط العربي والفن التشكيلي.

وجرى افتتاح المعرض بحضور واسع لممثلي الجالية التترية بموسكو والمتخصصين في التاريح والثقافة التترية والاسلامية وعشاق فن الخط العربي والثقافة الشرقية عموما. وتطرق المحاضرون في حفل الافتتاح الى رمزية عميقة تكمن في ايكل تفاصيل اللوحات المعروضة، والى علاقات متينة كانت تربط بين الثقافة التترية من جهة والثقافات العربية والتركية والإيرانية من جهة أخرى، الى جانب كون التراث التتري جزءا لا يتجزأ من الحضارة الروسية.

وتشكل لوحات مطبوعة تعود الى مطلع القرن العشرين، أساسا للمعرض. وقام بتنظيمه معهد اللغة والآداب والفنون لدى أكاديمية العلوم بجمهورية تترستان ومؤسسة المرجاني الخيرية.

وظهر فن الشمائل عند التتر تحت تأثير اللوحات الإيرانية والتركية. وكانت لوحات الشمائل الأولى مرسومة على الزجاج. وفي عام 1800 افتتحت في مدينة قازان أول مطبعة في هذه المنطقة، ومن ذلك الحين ينطلق تاريخ الشمائل المطبوعة. وتحول فن الشمائل من الفن الشعبي أصلا الى مهنة يقوم بها الرسامون المحترفون. وانتشر هذا الفن بشكل واسع بعد أن بدأت مطبعة إلاخوة كريموف بقازان بنشر وتوزيع اللوحان بأعداد غير مسبوقة. وتتضمن هذه اللوحات بالاضافة الى الأيات القرآنية صور مكة والمدينة واسطنبول ودمشق والمدن والمشاهد الشرقية الأخرى. وفي الوقت نفسه واصل فن الشمائل تطوره على المستوى الشعبي، حيث كانت لوحة الشمائل زينة ضرورية في أي بيت تتري في ذلك الحين.

وفي الحقبة السوفيتية شهد فن الشمائل وضع الانحطاط،كشتى أنواع الفنون المرتبطة بالدين. لكن، وفي السبعينات من القرن الماضي، حاول الفنان والعالم والشاعر التتري باقي ارمانجي إنعاش هذا الفن القديم، وأصبح الخط العربي لديه وسيلة للجمع بين فني الرسم والشعر، حيث كان يجسد قصائده بالأحرف العربية. وساهمت أعمال ارمانجي في إعادة اهتمام الفنانين التتر بفن الشمائل التقليدي.

ويحتوي المعرض في متحف الشرق على عدد من اعمال الفنانين والخطاطين المعاصرين، مثل نجيب نقاش وفاسيلي بوبوف وروشان شمس الدينوف و رستم شمسوتوف وفاسيل حنانوف ورشات صلاح الدينوف وأخرين، يستخدمون نماذج الشمائل التقليدية ووسائل الفن التشكيلي الحديث للتعبير عن معاني القرآن ومفاهيم الحياة الروحية.

روسيا اليوم